الدرس 5 المجال المغربي: التقسيمات المجالية الكبرى
مقدمة
مرت التقسيمات المجالية بالمغرب من
عدة ومراحل، وتعددت أهدافها والمعايير المعتمدة فيها. إلا أن هذه التقسيمات لم
تتمكن من معالجة جميع التباينات المجالية التي يعاني منها المجال المغربي.
- فما أهم التقسيمات المجالية التي عرفها
المغرب؟
- ماهي خصائص وأسس التقسيمات المجالية الكبرى بالمغرب؟
- ما دور هذه التقسيمات في اعداد وتنظيم
المجال المغربي؟
–
І بعض محاولات تقسيم المجال المغربي
قبل سنة 1971م
1- تعرف التقسيم المجالي للمغرب في عهد
الحماية وأهدافه
يهدف
التقسيم الاستعماري بالمغرب إلى تأمين مراقبة المغرب واحكام السيطرة الاستعمارية
عليه، لتسهيل عملية استغلاله. وقسم المغرب في عهد الحماية إلى ثلاث مناطق نفوذ وهي:
- منطقة
النفوذ الدولية في طنجة.
- منطقة الحماية
الفرنسية في الأجزاء الوسطى من التراب الوطني.
- منطقة
النفوذ الإسباني في أقصى شمال المغرب ومنطقة سيدي إفني والأقاليم الصحراوية.
وركز
التقسيم الاستعماري على المعيار العسكري الأمني، وسخر القبلية لبلوغ أهدافه.
2- بعض
التقسيمات الجغرافية للمجال المغربي
ظهرت
مجموعة من المحاولات الجغرافية لتقسيم المجال المغربي إلى جهات منها:
- تقسيم سيليريي:
قسم هذا الباحث الفرنسي المجال المغربي إلى ثماني جهات، وركز على المعيار الطبيعي،
وهذه الجهات.
- تقسيم متعدد
الأهداف لسنة 1962م، قسم المغرب إلى 9 جهات على أساس طبيعي، مع استحضار اهداف
أخرى اقتصادية واجتماعية.
- تقسيم دانييل
نوان سنة 1970م: الذي قسم المغرب إلى 12 جهة، وركز فيه الجغرافي الفرنسي نوان
على المعيار الطبيعي الجغرافي(سهول، جبال، مناطق جافة، هضاب).
–
IIأسس وخصائص تقسيم المجال المغربي لسنة 1971م
1- التقسيم الجهوي للمغرب لسنة 1971م
تبنى المغرب، بموجب ظهير 16 يونيو 1971م، تقسيما جهويا جديد يقوم على
أساس المعيار الطبيعي، ويستحضر المعيار الاقتصادي والاجتماعي، حيث اعتبر الجهوية
كأداة لتحقيق التنمية الاقتصادية، ومن بين الأهداف المنتظرة من هذا التقسيم نذكر:
-
تحقيق تنمية متوازنة ومنسجمة في
مختلف أرجاء المغرب.
-
الحد من الفوارق وعدم التوازن الجهوي.
-
تخفيف الضغط الاقتصادي
والديموغرافي في المناطق الساحلية الحيوية، خاصة محور الدار البيضاء-القنيطرة.
وقد تم تقسيم المغرب في سنة 1971 إلى
سبع جهات اقتصادية، هي:
- جهة
الجنوب، تانسيفت، الجهة الوسطى، الشمالية الغربية، الوسط الشمالي، الوسط
الجنوبي، الشرقية.
2- بعض خصائص الجهات الاقتصادية السبع
تتميز الجهات الاقتصادية السبع
بعدة خصائص نذكر منها:
- الخصائص
الجغرافية والديموغرافية׃ يلاحظ وجود تفاوت كبير في المساحة وعدد
السكان والكثافة السكانية.
- الخصائص
الاجتماعية׃ نلاحظ
تقارب كبير في نسب التشغيل، حيث تتراوح بين
45% و 51%، ونسب البطالة (تتراوح ما بين 23% و13%).
- الخصائص
الاقتصادية: نسجل
تفاوت في توزيع المؤسسات الصناعية، حيث تتركز جل المؤسسات الصناعية في جهة
الوسط (الدار البيضاء).
–III مقومات التقسيم الجهوي للمجال المغربي لسنة
1997م وبعض خصائص
1-أسس وأهداف ومعايير
التقسيم الجهوي للمغرب سنة 1997م
قسم
المغرب سنة 1997م إلى 16 جهة وهي: وادي الذهب الكويرة، العيون بوجدور الساقية
الحمراء، كلميم السمارة، تادلة أزيلال، مراكش تانسيفت الحوز، سوس ماسة درعة، دكالة
عبدة، الشاوية ورديغة، الدار البيضاء الكبرى، الرباط سلا زمور-زعير، مكناس-تافيلالت،
فاس بولمان، تازة الحسيمة تاونات، الغرب-الشراردة-بني حسن، طنجة تطوان والجهة
الشرقية.
اعتمد
التقسيم الجهوي للمغرب لسنة 1997 على معايير متعددة منها:
- المعيار الإداري وذلك من خلال تسهيل التسيير الإداري وتدبير الشأن
المحلي.
- المعيار الجغرافي: تم الأخذ بعين الاعتبار الوحدات التضاريسية ونوع
المناخ في عملية التقسيم.
- المعيار الاقتصادي: من خلال الاعتماد على المبادرة المحلية في
التنمية الاقتصادية، والأخذ بعين الاعتبار خصائص الموارد المحلية.
- المعيار الثقافي والحضاري وذلك بالأخذ بعين الاعتبار المقومات
الحضارية والثقافية المشتركة بين الجهات (العادات، التقاليد، اللغة والتاريخ
المشترك...).
من
بين الأسس التي ارتكز عليها التقسيم الجهوي لسنة 1997 نذكر:
- الأسس
السياسية: تدعيم اللامركزية وإقرار الديمقراطية المحلية.
- الأسس الاقتصادية
والاجتماعية: تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
2- بعض
الخصائص الاقتصادية والاجتماعية للجهات المغربية حسب تقسيم 1997م
تتميز الجهات 16 التي يتكون منها التقسيم
الجهوي لسنة 1997 بمجموعة من الخصائص منها:
-
الخصائص
الجغرافية: تباين توزيع مساحة الجهات 16، حيث تحتل جهة العيون بوجدور الساقية
الحمراء المرتبة الأولى.
-
الخصائص
الاجتماعية: تباين توزيع عدد السكان ، حيث تحتل الدار البيضاء الصدارة، تليها جهة
سوس ماسة درعة، فجهة مراكش تانسيفت الحوز... أما الكثافة السكانية فتسجل جهة الدار
البيضاء الكبرى أعلى كثافة سكانية، تليها الرباط سلا زمور زعير... وتتباين توزيع
معدلات البطالة بالجهات، حيث تتميز بعض الجهات بارتفاع نسب البطالة خاصة جهة الدار
البيضاء.
-
الخصائص
الاقتصادية: يتفاوت توزيع المؤسسات الصناعية والاستثمارات حسب الجهات، حيث يستحوذ
الشريط الممتد بين القنيطرة والبيضاء على أغلب المؤسسات الصناعية والأنشطة
الاقتصادية والاستثمارات. بينما تقل هذه الأنشطة بباقي الجهات.
خاتمة
لم تستطع التقسيمات الجهوية بالمغرب معالجة
المشاكل والتباينات بين الجهات. هذا ما دفع المغرب إلى تبني سياسة إعداد التراب
الوطني مع بداية سنة 2000، وإعداد تقسيم جهوي جديد يعرف باسم "الجهوية
الموسعة" التي طبقت منذ 2015. فهل ستنجح الجهوية الجديدة في محو الفروقات بين
الجهات المغربية.