-->
الاجتماعيات في دقائق

الاجتماعيات في دقائق

الامتحانات الجهوية

آخر المشاركات

الامتحانات الجهوية
جاري التحميل ...

التنافس الامبريالي واندلاع الحرب العالمية الأولى

               الوحدة 3: التنافس الامبريالي واندلاع الحرب العالمية الأولى

تمهيد إشكالي:

     بلغ ازدهار الرأسمالية حد البحث عن اسواق خارجية لتصريف فائض الانتاج وجلب المواد الأولية، الشيء الذي جعل الدول الرأسمالية تدخل في تنافس استعماري فيما بينها. انتهى هذا التنافس باندلاع الحرب العالمية الأولى.

     - ما مظاهر التنافس الامبريالي في نهاية القرن 19م؟

      - ما أهم الأزمات السياسية التي أدت إلى توتر العلاقات الدولية بين البلدان الأوروبية واندلاع الحرب العالمية الأولى؟

I-     مظاهر ووسائل التنافس الإمبريالي:

1-    مظاهر التنافس الاقتصادي بين القوى الاستعمارية:

       كانت بريطانيا البلد المهيمن على صادرات المواد المصنعة لحدود 1871م، حيث نجحت ألمانيا وإيطاليا في تحقيق وحدتهما، وتمكنتا من بناء صناعات تحويلية قوية. الشيء الذي أدى إلى إغلاق جزء من أسواقها في أوروبا ودفعها ذلك إلى البحث عن أسواق خارجية جديدة لتصريف هذا الفائض واستيراد المواد الأولية. لكنها تعرضت لمنافسة قوية من طرف البلدان الجديدة (ألمانيا وإيطاليا) وبالتالي ظهور ما يسمى بالتنافس الاستعماري.

2-    مظاهر التنافس السياسي بين القوي الامبريالية حول المستعمرات

       دخلت البلدان الأوروبية في نزاع مع بعضها البعض حول المستعمرات وقضايا الحدود والاستقرار، ومن امثلة هذا الصراع نذكر:

v   بالنسبة لإنجلترا

تتخوف من القوة البحرية الألمانية وتريد الحفاظ على إمبراطوريتها الاستعمارية والتحكم في البحار.       

v   بالنسبة لألمانيا

      تخشى التفوق البحري الإنجليزي، ولها أطماع في الكونغو والمغرب، والإمبراطورية العثمانية، وتريد التوسع على حساب روسيا.

v   بالنسبة لفرنسا

     تريد استرجاع الألزاس واللورين واستعمار المغرب لاستكمال بناء امبراطوريتها الاستعمارية.

v   بالنسبة لإيطاليا

       ترغب في السيطرة على ليبيا وكرواتيا، وتريد استرجاع أراضيها من النمسا.

v   بالنسبة لروسيا

     تريد التحكم في المضايق وحماية الشعوب السلافية في البلقان.

v   بالنسبة للنمسا –المجر

متضايقة من مطالبة سلاف البلقان بالتحرر، وتستهدف صربيا.

v   بالنسبة لصربيا

تريد منفد على البحر، وتدعم مطالب سلاف البلقان.

3-    وسائل التنافس بين الدول الامبريالية

لجأت البلدان الاوربية إلى مجموعة من الوسائل في تنافسها الامبريالي منها:

أ‌-      الوسيلة الأولى: تكوين الأحلاف العسكرية، حيث قادت ألمانيا وفرنسا نظام الاحلاف الاوربية استعدادا للحرب على النحو التالي:

ý   نظام الاحلاف الألماني (البيسماركي) 1871م -1890 م.

    يتكون نظام الأحلاف الألماني من تحالفات ثنائية وثلاثية، حيت كونت ألمانيا سنة 1873م حلفا ثلاثيا يضم ألمانيا والنمسا المجر وروسيا، لكن التنافس الألماني والنمساوي ضد روسيا عجل بمغادرة هذه الأخيرة لهذا الحلف فتحول إلى تحالف تنائي ألماني نمساوي سنة 1879م، سرعان ما انظمت إليه إيطاليا بعد تنافسها مع فرنسا، فتم تكوين التحالف الثلاثي من جديد سنة 1882م الذي يضم ألمانيا والنمسا المجر وإيطاليا.

ý   نظام الاحلاف الفرنسي (1891-1907م)

      يتكون هذا النظام من تحالفات ثنائية بين فرنسا وروسيا وإيطاليا وإنجلترا، وهي عبارة عن اتفاقيات سرية ودفاعية وتفاهمات حول المستعمرات، انتهت بتكوين الوفاق الثلاثي الذي يضم فرنسا، انجلترا وروسيا سنة 1907م.

     انتهى نظام الأحلاف الفرنسي والألماني بظهور حلفين كبيرين هما: التحالف الثلاثي الذي يضم ألمانيا وإيطاليا والنمسا-المجر والوفاق الثلاثي الذي يضم فرنسا، إنجلترا وروسيا قبيل 1914م.

ب‌- الوسيلة الثانية: زيادة الدول الأوربية نفقاتها العسكرية

      عندما أدركت الدول الأوربية أن الأزمة تتجه نحو الصراع المسلح وليس هناك أمل للحل السلمي، زادت حجم نفقاتها العسكرية بشكل كبير. فتفوقت بريطانيا في النفقات البرية بينما ألمانيا تفوقت في النفقات البحرية...

ج- الوسيلة الثالثة: زيادة أعداد قواتها العسكرية: نتيجة اشتداد السباق نحو التسلح، لجأت البلدان الأوروبية إلى إعادة العمل بقوانين الخدمة العسكرية الإلزامية، وسمحت هذه القوانين بزيادة أعداد افراد الجيش والقوات العسكرية بجميع البلدان الأوروبية استعداد للحرب.

وقد عارضت الأحزاب الاشتراكية ومعها الأممية الاشتراكية التنافس الاستعماري ورفضت الزج بالعمال في حرب إمبريالية ضد إخوانهم العمال.

II- تعرف الأزمات السياسية الكبرى واندلاع الحرب العالمية الأولى:

1- تطور الأزمات المغربية ما بين 1911-1905م

أ- الأزمة المغربية الأولى سنة 1905م

       اندلعت هذه الأزمة بين ألمانيا وفرنسا، بعد قيام فرنسا باستعمار أجزاء من المغرب (وجدة، الدار البيضاء)، وعبرت ألمانيا عن رفضها بزيارة إمبراطورها كيوم الثاني إلى طنجة في 31 مارس 1905م، أكد من خلالها على وحدة واستقلال المغرب تحت سيادة السلطان عبد العزيز، وصرح بأنه مصمم على الدفاع عن مصالح ألمانيا في المغرب.

      انتهت هذه الأزمة بعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء، سنة 1906م الذي منح امتياز إنشاء شرطة الموانئ إلى كل من إسبانيا وفرنسا.

ب- الأزمة المغربية الثانية 1908-1909م.

      ظهرت هذه الأزمة بعد قيام فرنسا باعتقال بعض الرعايا الألمان، وهددت ألمانيا فرنسا بالحرب إذا لم تطلق صراحهم. الشيء الذي دفع فرنسا إلى عرض القضية على المحكمة الأوروبية التي قررت طرد القنصلين الألماني والفرنسي من المغرب.

ج- الأزمة المغربية الثالثة 1911 م:

أطراف الأزمة: ألمانيا # فرنسا

أسباب الأزمة: قيام ألمانيا بإرسال سفينة حربية " بانتير" إلى ميناء أكادير احتجاجا على التوسع العسكري الفرنسي في المغرب، رغم أن ألمانيا بررت إرسال هذه السفينة بالدفاع عن مصالحها ورعاياها بالجنوب المغربي ضد هجمات القبائل المغربية.

الحل:

   لجأت الدولتين إلى تسوية خلافاتهما بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، وتوصلهما إلى تسوية سنه 1912 م تنص على:

§       تنازل ألمانيا عن المغرب لصالح فرنسا، مقابل تنازل فرنسا من جزء من الكونغو لصالح ألمانيا.

2 - تطور أزمات البلقان ما بين 1908 و1912 م.

أ- الأزمات البلقانية الأولى 1908م و1909م.

      ظهرت هذه الأزمة بعد قيام النمسا بضم البوسنة والهرسك سنه1908م، واحتجت صربيا على هذا الفعل، فأرسلت النمسا انذارا إليها وأرغمتها على الخضوع، وفرضت عليها شروط جديدة تتمثل في نزع سلاحها في 19 مارس 1909م، ولم تستطع روسيا التدخل نظرا لدعم ألمانيا للنمسا، وبقية انجلترا وفرنسا ممتنعة عن التدخل. الشيء الذي جعل صربيا تخفي كرهها للنمسا.

ب- الأزمة البلقانية الثانية 1912-1913م.

      دخلت دول العصبة البلقانية (صربيا، اليونان وبلغاريا) في حرب ضد الإمبراطورية العثمانية بدعم من روسيا واستطاعت الانتصار عليها. بعد ذاك نشأ خلاف بين دول العصبة-خاصة بين صربيا واليونان من جهة وبلغاريا من جهة ثانية- الشيء الذي أدى إلى إعلان بلغاريا الحرب ضد صربيا في 27 يونيو 1913م، فتدخلت كل من اليونان ورومانيا وتركيا ضد بلغاريا، التي حصلت على دعم من النمسا. انتهت هذه الحرب بانهزام بلغاريا وفرضت عليها معاهده بوخارست في 10 غشت 1913م، التي نصت على توزيع ممتلكات بلغاريا على الدول المنتصرة، فنشأت صربيا الكبرى. كما ساهمت هذه الأزمة في ضعف التحالف الثلاثي وضعف الاستقرار السياسي في أوربا.

3- اندلاع الحرب العالمية الأولى.

     استغلت النمسا اغتيال ولي عهد النمسا فرانسوا فرديناند من طرف طالب صربي يدعى بريست في يونيو 1914، لتعلن النمسا الحرب على صربيا. فسارعت باقي الدول الأعضاء في التحالف الثلاثي (ألمانيا، إيطاليا والنمسا-المجر) إلى إعلان الحرب على صربيا والدول المساندة لها، فتدخلت روسيا وفرنسا وإنجلترا وأعلنت الحرب على ألمانيا وحلفائها. وفي سنة 1915 خرجت إيطاليا من التحالف الثلاثي وانظمت إلى حلف دول الوفاق، التي تعزز بالتدخل العسكري الأمريكي في 6 أبريل 1917م، مقابل خروج روسيا من الحرب في نفس السنة وتوقيعها اتفاقية سلام مع ألمانيا (صلح برست لتوفيسك في 3 مارس 1918م).

خاتمة:

      أدى التنافس الاستعماري إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى بين دول التحالف الثلاثي أو دول الوسط (ألمانياّ، النمسا-المجر، الإمبراطورية العثمانية واليابان) ودول الوفاق الثلاثي (دول الحلفاء) (فرنسا، ايطاليا، انجلترا، والولايات المتحدة). امتدت هذه الحرب ما بين 1914 إلى 1918م، وانتهت بانتصار دول الحلفاء.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

المتابعون

المتابعون

إنفوجرافيك

أخبار الدعم

جميع الحقوق محفوظة

الاجتماعيات في دقائق

2024