أوروبا من نهاية
الحرب العالمية الاولى إلى ازمه 1929م:
تمهيد اشكالي:
اندلعت الحرب العالمية الأولى بين 1914 م و1818م،
وخلفت انعكاسات اقتصاديه واجتماعيه وخيمة، وفرضت معاهدة الصلح على الدول المنهزمة
(معاهده فرساي) ابتداء من العشرينات من القرن 20م. وبدأت تظهر في الأفق ازمات اقتصاديه
وسياسيه واجتماعيه عجلت بدهور الازمة الاقتصادية العالمية سنة 1929م.
ü
ما طبيعة الخريطة السياسية لأوروبا في العلاقات الدولية بعد
نهاية الحرب العالمية الاولى؟
ü
ما طبيعة الأوضاع الداخلية بأوروبا سنة 1925؟
ü
كيف تطورت الاوضاع العامة والعلاقات الدولية بعد معاهده لوكارنو
إلى الازمه الاقتصادية؟
-I الخريطة السياسية لأوروبا والعلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الاولى :
1- الخريطة السياسية
بعد الحرب العالمية الاولى:
أسفرت
الحرب العالمية الأولى عن تغيير الخريطة السياسية لأوروبا على النحو التالي:
- ظهور دول جديدة وهي
الاتحاد السوفياتي، فلندا، لتوانيا، ليتونيا، استوانيا، بروسيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا...
- اقتطاع اجزاء من أراضي الدول المنهزمة لصالح الدول المنتصرة كانتزاع الألزاس واللورين من المانيا و الحاقها بفرنسا، وتقليص الأراضي النمساوية لصالح الدول
المجاورة.
-
ظهور العديد من مناطق النزاعات والتوتر بين روسيا وبولونيا،
بين بلغاريا وتركيا واليونان، وبين ايطاليا يوغوسلافيا.
-
اختفاء الامبراطوريات التقليدية (الإمبراطورية النمساوية
الهنغارية الإمبراطورية العثمانية الإمبراطورية الروسية).
2- طبيعة العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الاولى:
ساد التوتر العلاقات الدولية على مستوى اوروبا، حيث ظهرت نزاعات شديده بين المانيا وفرنسا وايطاليا وتدهورت العلاقات بينها.
فرضت مجموعه من المعاهدات القياسية على الدول المنهزمة في
مؤتمر الصلح منها:
-
معاهده فرساي التي فرضت على ألمانيا في 18 يونيو 1919م، ونصت
على اقتطاع أجزاء من أراضي ألمانيا (88000 كيلومتر مربع)، وفرضت عليها اداء تعويضات
الحرب، ومنعت من اعاده تسليح رينانيا واحتلال الضفة اليسرى لنهر الراين، الى جانب تحديد
قواتها العسكرية.
-
سان جرمان: فرضت على النمسا يوم 10 شتنبر 1919م ، نويي التي
فرضت على بلغاريا يوم 27 نونبر 1919م .
-
تريانون فرضت على هنغاريا يوم 14 يونيو 1920م.
-
سيفر فرضت على تركيا في11 غشت 1920م.
نصت هذه المعاهدات على اقتطاع أجزاء من اراضي الدول التي
فرضت عليها، وتحديد قواتها العسكرية. بالإضافة الى جعل المضايق محايدة.
اقتراح الرئيس الامريكي ويلسون 14 مبدا لتحقيق السلام من
أبرزها:
ü
المنافسة الحرة العادلة بين الدول على المستوى الاقتصادي.
ü
انشاء عصبة الامم التي تهدف الى توفير ضمانات متبادلة ومتساوية
في الاستقلال السياسي و القومي بين كل الدول، بالإضافة الى تعزيز التعاون الدولي والاعتماد
على اجهزه داخليه منها الجمعية العامة (الجهاز التشريعي) و مجلس العصبة (جهاز تنفيذ)
محكمه العدل الدول( جهاز قضائي)الكتابة العامة أو الأمانة (الجهاز المسير).
II- الأوضاع الداخلية لأوربا
إلى غاية 1925م:
1-
ظهور النظام
الاشتراكي في روسيا 1917م
ساهمت عده أسباب في اندلاع الثورة
البلشفية الاشتراكي بروسيا منها:
֎ التناقضات الداخلية
الكبيرة بين كل من الطبقة الغنية والفقيرة سواء في المدن او البوادي.
֎ تزايد المعارضة السياسية
ضد النظام القيصري المستبد.
֎
تكبد روسيا خسائر بشريه وماديه كبيرة في الحرب العالمية الاولى.
֎ تأزم الوضع الاقتصادي
والاجتماعي. (الفقر، البطالة، المجاعة، ندرة المنتجات الغذائية…)
أدت هذه الأوضاع إلى خروج مظاهرات في مدينة بتروغراد (مظاهرة
نساء بتروغراد)، التي أدت إلى اسقاط النظام القيصري، وتكوين الحكومة المؤقتة.
عجز الحكومة المؤقتة عن مواجهة هذا
الوضع المتردي، واصرارها على مواصلة الحرب إلى جانب الحلفاء عجل باسقاطها من طرف
البلاشفة. وفي اكتوبر 1917 اندلعت الثورة البلشفية بزعامة لينين و قام النظام الاشتراكي
الذي اتخذ قرارات استعجاليه منها:
-
سلب ممتلكات البرجوازيين والنبلاء.
-
تاميم وسائل الانتاج.
-
تفويت السلطة لمجلس السوفيتات (مجلس العمال و الجنود والفلاحين).
-
الانسحاب من الحرب العالمية الأولى.
2- تطور الأوضاع الداخلية بألمانيا:
عانت المانيا من اوضاع اقتصادية
وسياسية واجتماعية مزرية تتجلى في :
ý الأوضاع السياسية:
تم تعيين حكومة فيمار الديمقراطية التي واجهت معارضه شديدة
من قبل الشيوعيين والنازيين.
ý الأوضاع الاقتصادية:
تتجلى في ضعف الانتاج الاقتصادي وارتفاع الأسعار، إلى جانب
ندرة المواد الغذائية.
ý المجال الاجتماعي:
عان الشعب الالماني من اوضاع اجتماعيه قاسيه ( البطالة والفقر
ارتفاع الاسعار )، الشيء الذي ادى الى ظهور اضرابات واضطرابات داخليه قادها الحزب العمالي
الاشتراكي الالماني الديمقراطي ( المعروف باسم الحزب النازي).
وفي سنه
1919 انظم هتلر الى هذا الحزب وسرعان ما اصبح زعيما له، حيث عمل على تأجيج الشعب بمواقفه
الرافضة الى الخضوع لفرنسا، ومطالبه العراقية المطالبة بعودة جميع الالمان في الأقاليم
المنزوعة الى المانيا. الشيء الذي اكسبه شعبيه واسعه داخل المانيا، جعلت الرئيس هندنبورغ
يعينه مستشارا للجمهورية الألمانية سنة 1933م، وشرع في التخلص من بنود معاهده فرساي.
وبعد وفاة هندنبورغ جمع ادولف هتلر بين منصبي المستشار ورئيس الجمهورية و بدأ في تنفيذ
السياسة التوسعية -في اطار ما يسمى بفكرة المجال الحيوي الألماني- بالإضافة الى الاعتماد
على فكرة اخرى وهي سمو العرق الآري الألماني الجرماني.
3-
ظهور النظام الفاشي في ايطاليا:
شهدت ايطاليا بدورها تدهورا عاما شمل عدة مجالات:
ý كالمجال السياسي: عانت ايطاليا من الاضطرابات السياسية وصعوبة تكوين حكومة
مستقرة.
ý
المجال الاقتصادي: شهدت مشكلات اقتصادية صعبة كتضخم الاقتصاد وارتفاع الاسعار.
ý
المجال الاجتماعي: تعرضت الطبقات الوسطى للانهيار بالإضافة الى ضعف الاجور
وارتفاع الاسعار.
كل هذه الظروف دفعت بالطبقة الوسطى
الى الانضمام الى النظام الفاشي.
مهدت هذه الاوضاع المزرية الطريق
لظهور شخصيه قيادية ايطاليا بارزة تعرف باسم بنيتو موسوليني، الذي أسس الحزب
الفاشي سنه 1919م، ووضع من خلاله تصور للدولة الفاشية الكليانية. في سنه 1921 هدد موسوليني
الملك فيكتور ايمانويل الثالث بالزحف على روما، الشيء الذي دفع الملك لتعيينه على راس
الحكومة الإيطالية سنة 1922م، معلنا بذلك عن تكوين النظام الفاشي في ايطاليا.