II- وصف مظاهر النمو الاقتصادي
بالبرازيل و العوامل المفسرة له:
1-2 وصف مظاهر نمو الفلاحة البرازيلية:
من مظاهر نمو
الفلاحة البرازيلية نجد:
ý
احتلال البرازيل مراتب متقدمة في بعض المنتجات
الزراعية، حيث تحتل المرتبة الأولى عالميا في إنتاج البن وقصب
السكر والحوامض، و المرتبة الثانية عالميا في انتاج الصوجا و الموز والثالثة في إنتاج الذرة..إضافة إلى أهمية إنتاجها من الكاكاو والقطن
والصوجا، حيث تعتبر هذه الأخيرة
المنتوج الرئيسي للبلاد.
ý
الامتداد الكبير لمجال الزراعات التسويقية بالبرازيل الموجهة للتصدير.
ý
أهمية الثروات الحيوانية حيث تحتل البرازيل المرتبة الأولى عالميا في
إنتاج الأبقار والثالثة في إنتاج الخنازير
والتاسعة في إنتاج الأغنام، إذ تعتمد البرازيل على تقنيات حديثة في تربية
الماشية(مراعي اصطناعية لتربية الأبقار..).
2-2 وصف مظاهر النهضة الصناعية البرازيلية:
من مظاهر نمو الصناعة البرازيلية نجد:
q تضاعف قيمة الإنتاج الصناعي أآثر من 4 في السنين
الأخيرة.
q تعدد أنواع الصناعات بالبرازيل،فإلى جانب صناعة
الصلب والصناعات الكيماوية نجد الصناعة الغذائية والاستهلاكية التي
تحتل فيهما البرازيل المراتب المتقدمة عالميا.
q تطوير البرازيل للصناعات الأساسية والعالية
التكنولوجيا(صناعة الطائرات،المرتبة 4 عالميا)،هذا ومن مظاهر قوة الصناعة بالبرازيل تشغيلها لـ 20 بالمائة من مجموع الساكنة النشيطة ومساهمتها بـ 44 بالمائة من الناتج الداخلي الخام.
q
ارتفاع إنتاج البرازيل من السيارات حيث تضاعف
إنتاجها ما بين 1986 و 2000 بفعل إطلاق مشروع صناعة السيارات ذات الوقود الثلاثي(كحول الإيثانول،الغاز الطبيعي،البنزين).
q تزود البرازيل بعض
الدول الأوربية و كذا و.م.أ بقطع الغيار والمحركات.
q
والملاحظ هو أن 90 بالمائة من السيارات المستعملة في البرازيل هي من صنع محلي.
3-2 وصف بعض مظاهر حيوية التجارة الخارجية للبرازيل :
v
تهيمن المواد المصنعة على بنية الصادرات و الواردات البرازيلية إذ تمثل 68 % من مجموع الصادرات و 57,5 % من مجموع
الواردات.
v ومن مظاهر نمو التجارة
البرازيلية كذلك تسجيلها فائضا ايجابيا في ميزانها التجاري بلغ سنة 2005 حوالي 45
مليار دولار.
v
تتعامل البرازيل بالخصوص مع الاتحاد الأوربي
الذي تتوجه نحوه 23% من الصادرات البرازيلية،
والولايات المتحدة الأمريكية التي تستوعب 19% من
صادراتها. و الأرجنتين بنسبة 8,4% .
v
و ترتفع حجم المبادلات التجارية البرازيلية مع دول ”ميركسور“(السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية)، بذلك فالبرازيل تحتل مكانة متميزة صمن هذا التكتل الجهوي.
4-2 العوامل المفسرة للنمو الاقتصادي للبرازيل:
ý العوامل
الطبيعية:
- الامتداد الجغرافي الكبير للبرازيل فهي بمثابة بلد بحجم قارة، تمتد على مساحة تقدر ب 8,5 مليون
كلم2. حيث
تشغل لوحدها نصف مساحة القارة الأمريكية الجنوبية، وتعتبر البرازيل خامس دولة من حيث امتدادها المجالي.
- توفر البرازيل على ثروات مائية مهمة (نهر الأمازون وروافده) إذ تستأثر
البرازيل بحوالي 20% من
مجموع المياه العذبة بالعالم.
- توفر البرازيل على ثروات معدنية وطاقية
مهمة (المنغنيز، البوكسيت، الذهب، الحديد، الفضة، آبار النفط..).
ç نستنتج أن العوامل
الطبيعية تعتبر دعامة تعزز النمو الاقتصادي للبرازيل.
ý
العوامل البشرية:
تعتبر البرازيل قوة بشرية،إذ تحتل
المرتبة الخامسة عالميا من حيث عدد سكانها ( 186 مليون نسمة). تشغل الخدمات أكبر نسبة من الساكنة النشيطة بالبرازيل ثم تليها الصناعة والفلاحة،غير أن
هذه المعطيات تبقى مختلفة حسب
الجهات.
ý
العوامل التنظيمية:
- تتمثل العوامل التنظيمية في
تبني البرازيل لسياسة اجتماعية فعالة، من بينها برنامج صفر جوع والذي يهدف
إلى التقليص من نسبة الفقر، وقد لعبت حكومة الرئيس " دي سيلفا" دورا
كبيرا في الإصلاحات التي عرفتها البرازيل خاصة على مستوى الإصلاح الزراعي وقد جاءت
هذه الإصلاحات تحت شعار ” الأرض لمن يحرثها ”
هذا بالإضافة إلى تقديم القروض و المساعدات المالية للأسر.
- مر الاقتصاد البرازيلي بعدة دورات اقتصادية وهي: دورة قصب السكر (خلال ق 16 و ق 17 م ) ودورة المعادن النفيسة خاصة الذهب و الألماس (خلال ق 18 ) ثم دورة المطاط والقطن و البن (خلال ق 19 ومنتصف ق 20) والاتجاه نحو التصنيع (دورة التصنيع)
ابتداء من منتصف القرن 20 إلى الآن. وقد رافق هذه الدورات الاقتصادية توسعا مجاليا أدى إلى تعمير العديد من المناطق الفارغة، مما مكن البرازيل من وضع أسس حديثة لاقتصاده.
نستنتج أن توسع البرازيل مجاليا مكنها من استثمار مجالها. وبالتالي الرفع من
نموها الاقتصادي. هذا وقد اتجهت سياسة البرازيل نحو تأكيد حضورها
على الساحة الدولية، سيما و أن لها حضور قوي على المستوى الدبلوماسي في مختلف الملتقيات العالمية، وهي تهدف
بذلك الحصول على مقعد دائم بالأمم المتحدة، ومن مبادراتها في هذا
الإطار: مشاركتها في قيادة قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة "القبعات الزرق"
خلال الأزمة التي عصفت بجزر هايتي سنة 2004 .إلى جانب دورها البارز في قيادة دول الجنوب في
المحافل الدولية.
III-مظاهر التفاوتات السوسيومجالية بالبرازيل:
1-3 مظاهر التباينات المجالية بالبرازيل:
ý تتفاوت المناطق
بالبرازيل حسب توزيع السكان والدخل، ففي الجنوب الشرقي يتركز 42.6
بالمائة من السكان و 58.3 بالمائة من مجموع الدخل. وبذلك تنخفض نسبة
الكثافة السكانية و معدل الدخل كلما اتجهنا من الجنوب الشرقي
والجنوب نحو الشمال والغرب.
ý
ويفسر
تركز السكان وارتفاع الدخل بالجنوب إلى كونه يشكل مجالا لتركز أهم
الأنشطة الاقتصادية و إطارا للمثلث الصناعي الرئيسي بالبرازيل.
لهذا يمكن تقسيم البرازيل إلى عدة
مجالات تتميز بعدم تجانسها:
ý
البرازيل القديم: يتميز بتخلفه وتأخره في النمو، حيث أن الشمال الشرقي يشكل ما يسمى بمضلع الفقر بالبرازيل او جيب الفقر ( منطقة سرتاو)..
ý
الواجهة الأطلنطية: تعد المنطقة الأكثر ديناميكية
بالبرازيل.
ý البرازيل المتوسع: يضم منطقتين أساسيتين:
-
الوسط الغربي: تضم مناطق مندمجة و مرتبطة
بالمركز، يضم عاصمة البلاد.
-
الأمازون: تعرف استغلال جزئي و صعوبة الاستغلال.
ý - البرازيل الجديد: يضم منطقة الجنوب و الجنوب الشرقي، و تعد المناطق
المتقدمة والمهيمنة في البرازيل، تشكل قلب المركز الاقتصادي.
ý ومن بين مظاهر
الإختلالات المجالية بالبرازيل وجود مدن جد متطورة وغنية. وبهوامشها مدن الصفيح
حيث ينتشر الفقر…
2-3 مظاهر التفاوتات الاجتماعية:
ý
تتبان
مؤشرات التنمية البشرية بالبرازيل ويمكن القول أن مستوياتها (التنمية البشرية)
تنخفض كلما اتجهنا من الجنوب الشرقي والجنوب نحو الشمال..
ý تباين مستوى التنمية البشرية بين الأرياف والمدن، حيث ينتشر
الفقر بشكل كبير بالأرياف (حوالي 20 مليون فقير)، يعاني أغلبهم من
الأمية، السكن غير الصحي، ضعف التغطية الصحية و الافتقار إلى الحاجيات
الضرورية بشكل عام (الماء والكهرباء..).
ý
معاناة السكان من الاستغلال حيث يشتغل العديد
منهم في الاستغلاليات الواسعة والتي تعرف باللاتيفونديوم (اللاتيفونديا).
ý
وجود تفاوت في توزيع الأراضي، حيث يبقى
العديد من الفلاحين بالبرازيل بدون أرض وهو ما يفسر ظهور العديد من حركات الاحتجاج
(مظاهرات).
ý
ومن
المجهودات المبذولة لمواجهة التفاوتات المجالية و الاجتماعية في التنمية البشرية
نذكر:
- نقل العاصمة إلى داخل البلاد ” برازيليا
” سنة 1960.
- تعمير غابة الأمازون عن طريق اجتثاث الغابة و
توزيع
الأراضي على صغار الفلاحين.
- استغلال الثروات الطبيعية التي تزخر بها
المناطق الداخلية.
الخاتمة:
نخلص مما سبق إلى أن
البرازيل تمكنت من تحقيق قفزة اقتصادية مهمة غير أن تباين مستوى التنمية البشرية بها
يعتبر من أبرز التحديات المطروحة على الدولة.